البيت
stringlengths 11
114
|
---|
إلى أيّ أرض ترحل العيس ظاعناً وخلفك أفراخٌ بها ظمأ زغب
|
تقِ الله فينا لا تزدنا صبابةً ببعد فما نلقاه من كثب حسب
|
فقلت ثقي بالله يا أُمَّ معمر فبعض الصدى ريّ وبعض النوى قرب
|
إذا ماانخت العيس بالريّ سالماً فمشرعنا عذب ومرتعنا خصب
|
دعيني وطيي نحوها البيد بالسرى يقع طائرانا حيث يلتقط الحَبّ
|
ألم تعلمي أنّ الحيا من جنابها تصوب عزاليه علينا فينصب
|
فقالت وجالت في نواحي ردائها دموعٌ لها في كلّ ناحية غرب
|
فتى رستم لا تذكر البين باسمه فديناك إنّ البين أيسره صعب
|
إذا سار مشتاقٌ إليك فإنّني برأسي أخطو بل على هامتي أحبو
|
وما عاقني إلاّ بنون كأنّهم فراخ الدَّبى في الجو حدثان ما دبوا
|
وقائلة من بعد سبعين حجّة شفيعي إليك الضعف والسنُّ والرب
|
أتترك أُمّاً هامت اليوم أو غداً يضيق بها من بعدك البلد الرحب
|
سأثني بما أوليتني من صنيعة عليك كما يثني على المطر العشب
|
وأدررت لي أضعاف ما قد مريته بشعري من نعماك فامتلأ القعب
|
وعاد إنائي من نوالك فيهقا يبل الثرى رشحاً وماانقطع الشخب
|
وأسكر أشعاري نداك فرنحت بشكرك في الدنيا كما رنح الشرب
|
وعمَّ جهات الأرض فيض نواله فلم يخل واد من نداه ولا شعب
|
جوادٌ له في كلّ أُفق غمامة وفي كلّ أرض للندى مشرع عذب
|
إذا عدَّ كعب في السماح أبت له يمينٌ لها في كلّ أنملة كعب
|
نم في ورد وجنتيك من العن بر خط فازددت تيهاً ودلا
|
ولقد حق أن تزيد دلالاً ولقد حق أن أزيدك ذلا
|
سهرت والشوق يطويني وينشرني إلى غزال بديع الحسن مغنوج
|
حتى رأيت نجوم الصبح لائحة كأنها زيبق في كف مفلوج
|
طول اللحى زين القضاة وفخرهم وتميز عن غاغة سفهاء
|
لو كان في قصر لها فخر لها لم يرو فيها سنة الاعفاء
|
ما زلت بالكرخ الدنية ساكناً أرجو الغنى وأؤمل الآمالا
|
حتى رأيت أبا خراشة راكباً ورأيت رز يقلب الأموالا
|
ورأيت مثل أبي علي قطربٍ فيها ومثلي معدماً عيالا
|
فعلمت أن الدار دار مذلة تضع الكرام وترفع الأنذالا
|
عوجوا على الروض بالأصيل فقد أولى ثراه من الحيا يده
|
حلاه وسميه بلؤلؤه فاخضر في روضه زبرجده
|
نشوان مما سقاه خمرته يقيمه تارة ويقعده
|
تثنيه أنفاسه فتظهره في سلكه دائما وتفرده
|
فانظر إلى الدمع كيف تنشره عيونه والسحاب يعقده
|
لاح الهدى فجلا عن الأبصار كالليل يجلوه ضياء نهار
|
ورأت سبيل الرشد عيني بعدما غطى عليها الجهل بالأستار
|
وإذا سألت عن اعتقادي قلت ما كانت عليه مذاهب الأبرار
|
أهوى النبي وآله وصحابه والتابعين لهم من الأخيار
|
وأقول خير الناس بعد محمد صِدّيقه وأنيسه في الغار
|
ثم الثلاثة بعده خير الورى أكرم بهم من سادة أطهار
|
هذا اعتقادي والذي أرجو به فوزي وعتقي من عذاب النار
|
يا رب إني قد أتيتك تائباً من زلتي يا عالم الأسرار
|
وعدلت عما كنت معتقداً له في الصحب صحب نبيك المختار
|
السيد الصديق والعدل الرضى عمر وعثمان شهيد الدار
|
بادر لميزاب ماءٍ كاللجين بدا يهدي لنا درراً من مائه العذب
|
لقد حكى فيضه إذ جاء مندفقاً فياض كف بشير المجد ذي الحسب
|
ألا يا لقوم للخلال الخسائس ورفعة ارجاسٍ برغم المعاطس
|
قفوا فانظروا إذ ضمت الشمل ندوةً لحادثة من في صدور المجالس
|
تروا من شيوخ السوء فيها عصابةً ابالس أضحوا في خلال الطيالس
|
صعاليك أموال اليتامى ذئابها قراطبة البيداء حتف الفوارس
|
وهم شهداء الزور من قلة التقى لحوز منالات إليهم خسايس
|
يعدون ما دون البتيكات وضحا رشىً لهم من ترهات البسابس
|
بها حللوا عين الحرام وحرموا ال حلال اتساعاً في فنون المقايس
|
كما غصبوا الأملاك معشوقة الورى وما سجلوا أيضاً بها في الحبايس
|
فيا وحشتي منهم إذا اكتحلت بهم جفوني وأنسى بالوحوش الكوانس
|
مضى الرؤساء الأولون واصبحت عراص المعالي كالطلول الدوارس
|
أوشك القلب أن يذوب ويفنى وأنا لم أزل بها أتغنى
|
هي عندي معنى الحياة.. وعندي هي معنى الردى.. ومعنى المعنى
|
هي أخت الهواء... طلق هواها وهي أخت الضياء روحاً ومبنى
|
هي نهرٌ من الرواء وصرحٌ أبديٌّ من السناء الأسنى
|
هي إشراقة تشعشع كالفجر تحيل الفناء بعثاً وفنا
|
هي نفس تواجدت وهي روح تنشد الشعر.. وهي قلب مُعنّى
|
هي لحن محلق عبقري وستبقي إلى القيامة لحنا
|
هي أغلى ما أنشأ اللَّه في الدنيا وأحلى قصيدة تَتَغنى
|
هي أغرودة الأغاريد تنساب كحلم يغشى الجفون الوسنى
|
هي شلال بهجة وبهاء يتداعى وجداً ويخفق حسنا
|
هي حلم الهوى ومنطلقي الباقي يدك الحدود سجناً فسجنا
|
هي حبي العاتي وكل غرامي آه لو أدرك الغرام لجنا
|
Subsets and Splits
No community queries yet
The top public SQL queries from the community will appear here once available.